اللعبة وراء سياسة التعريفات الجمركية المتبادلة الأمريكية: استراتيجية التفاوض أم سياسة طويلة الأمد؟

الاعتبارات الاستراتيجية وراء سياسة التعريفات الجمركية المماثلة الأمريكية

الأربعاء الماضي، أعلن أحد القادة الأمريكيين الكبار عن خطة جديدة "للرسوم الجمركية المماثلة". كانت طريقة حساب هذه الخطة فريدة من نوعها: يتم تقسيم الفائض التجاري الفعلي لشركاء التجارة الرئيسيين مع الولايات المتحدة في العام الماضي على إجمالي صادراتهم من السلع، ثم يتم تقسيم الناتج على اثنين، والنتيجة هي معدل الرسوم الجمركية "المماثلة" الجديد.

أثارت هذه الخطوة تقلبات شديدة في الأسواق العالمية، ولم يكن سوق الأصول المشفرة محصنًا. ومع ذلك، هناك العديد من الشكوك حول التأثير طويل المدى لهذه الخطة الضريبية: هل تمثل سياسة طويلة الأمد للولايات المتحدة، أم أنها مجرد استراتيجية تفاوضية للحصول على مكاسب؟

إذا كان الأمر كذلك، فقد يغير هذا بشكل جذري من نمط التجارة العالمية، وقد تسير الولايات المتحدة نحو الانعزالية، مما سيكون له بلا شك تأثير سلبي طويل الأمد على الاقتصاد العالمي. ولكن إذا كان الأمر الآخر، فقد تكون حالة الذعر الحالية في السوق مؤقتة فقط، ومع تقدم المفاوضات المتعددة الأطراف، قد تتمكن الولايات المتحدة والدول الأخرى تدريجياً من التوصل إلى توافق، وستهدأ المشاعر في السوق في النهاية، وستعود أسعار الأصول إلى مستوياتها الطبيعية.

على الرغم من أن هذا القائد قد وصف في السابق سياسة التعريفات الجمركية بأنها "سياسة وطنية" تهدف إلى إعادة تصنيع الصناعات إلى الوطن، واعتبرها التزامًا سياسيًا تجاه بعض الناخبين في المناطق، إلا أنني أميل إلى الاعتقاد بأن سياسة التعريفات الجمركية من المرجح أن تكون ورقة مساومة في المفاوضات، وهدفها النهائي هو تحقيق إنجازات كافية لنفسه، وقد يشمل ذلك:

  1. زيادة الطلبات الخارجية: تحفيز الدول الأخرى على شراء المزيد من المنتجات الأمريكية مثل الحبوب والطاقة والأسلحة والطائرات.
  2. خلق فرص عمل محلية: جذب الشركات الكبرى للاستثمار وبناء المصانع في الولايات المتحدة.
  3. محاصرة المنافسين: إجبار بعض الدول على التعاون مع الولايات المتحدة، وزيادة الضغط على بعض الدول المحددة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاضطرابات السوقية وتوقعات الركود الناتجة عن سياسة التعريفات قد وضعت ضغوطًا هائلة على الاحتياطي الفيدرالي. على الرغم من أن السلطة التنفيذية لا تستطيع التدخل مباشرة في قرارات الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن الحالة القريبة من الانهيار للاقتصاد وسوق الأسهم قد تؤثر بشكل غير مباشر على توجه سياستها.

طالما يمكن تحمل الضغط الهائل الحالي، مع تقدم المفاوضات، قد تتحول هذه المطالب الجمركية التي تبدو غير منطقية تدريجياً إلى نتائج فعلية، مما يعزز من قوتها السياسية ويعطي مبرراً لتوسيع سلطاتها، وقد يساعد حزبها في تحقيق ميزة في الانتخابات النصفية العام المقبل.

ومع ذلك، فإن احتمال اعتبار الرسوم الجمركية سياسة وطنية طويلة الأجل صغير. الوقت والمكان الحاليان لا يسمحان بذلك. ستكون هناك انتخابات نصفية في كلا المجلسين العام المقبل، وقد تؤدي الرسوم الجمركية المرتفعة على المدى الطويل إلى ركود اقتصادي، وانهيار سوق الأسهم، وارتفاع التضخم في الأصول، وهذا من المؤكد أنه سيؤثر على أداء الحزب في الانتخابات، وقد يؤدي حتى إلى أن يصبح الرئيس "بطة عرجاء" خلال الفترة المتبقية من ولايته، مما يجعل من الصعب تنفيذ السياسات.

في الواقع، خلال أقل من أسبوع من إطلاق سياسة التعريفات المتكافئة، بدأت حكومة الولايات المتحدة في تخفيف موقفها بشأن التعريفات، بعد التواصل مع العديد من الدول وتأكيد المصالح الفعلية. وقد صرح بعض المسؤولين الكبار أن أكثر من 50 دولة قد تواصلت مع البيت الأبيض لبدء مفاوضات تجارية. وأكدوا أن الحكومة الأمريكية لا تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال تدمير السوق الأمريكية، بل تسعى إلى خفض التعريفات والعوائق غير التعريفية.

بالطبع، قد تحدث حالات غير متوقعة خلال هذه العملية. على سبيل المثال، قد تكون المفاوضات بين الولايات المتحدة والشركاء التجاريين الرئيسيين (مثل الاتحاد الأوروبي وبعض الدول الآسيوية) غير ناجحة. وقد قامت بعض الدول بالفعل بتنفيذ أو تهديد بتنفيذ تدابير مضادة، بينما حذر وزير الخزانة الأمريكي من الرد، وإلا ستزيد الولايات المتحدة من الضغوط. قد تؤدي هذه الحالة إلى جمود في المفاوضات، بل وقد تتصاعد النزاعات في الأجل القصير. لكن بالنظر إلى أن معظم الدول قد تسعى بنشاط للتفاوض مع الولايات المتحدة، فإن احتمال تدهور الوضع بشكل عام ليس مرتفعًا.

في النهاية، تظل المهمة الأساسية للحكومة الأمريكية هي تحقيق المزيد من "الإنجازات" قبل انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، وليس السماح للتضخم المرتفع وسوق الأسهم المنهارة بالتأثير على النصف الثاني من ولايتها. لذلك، فإن البدء في "التحرك" مبكرًا والتفاوض مبكرًا سيكون أكثر فائدة للحكومة الأمريكية.

كصانع لـ"عدم اليقين"، لا ترغب الحكومة الأمريكية أيضًا في مواجهة "عدم اليقين" قبل انتخابات منتصف المدة العام المقبل. قد تنتهي هذه اللعبة المتعلقة بسياسة التعريفات بطريقة نسبية وسلمية، لكن العملية ستكون مليئة بالتقلبات والتحديات.

شاهد النسخة الأصلية
This page may contain third-party content, which is provided for information purposes only (not representations/warranties) and should not be considered as an endorsement of its views by Gate, nor as financial or professional advice. See Disclaimer for details.
  • أعجبني
  • 5
  • مشاركة
تعليق
0/400
GateUser-e87b21eevip
· منذ 15 س
又又双叒叕 يُستغل بغباء.
شاهد النسخة الأصليةرد0
HodlVeteranvip
· منذ 15 س
هذه الحيلة، دم الحمقى قد محكوم...
شاهد النسخة الأصليةرد0
ChainWatchervip
· منذ 15 س
هل تريد اللعب بفخ بهذه الذكاء؟
شاهد النسخة الأصليةرد0
TooScaredToSellvip
· منذ 15 س
جميلة وممتعة
شاهد النسخة الأصليةرد0
ContractTestervip
· منذ 15 س
هل تريد أمريكا أن تلعب هذه اللعبة مرة أخرى؟ مزعج جداً
شاهد النسخة الأصليةرد0
  • تثبيت